الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة من نصّب "السجين السابق" مدرّبا للترجي؟

نشر في  24 ماي 2015  (15:30)

جرّب الترجي حلولا عديدة لتجاوز آلامه التي حلّت بجسد الفريق وعطّلت سعيه عن التتويج بالبطولة ومزيد التقدّم في دوري الأبطال، وتحرّكت ماكينة الادارة بحثا عن تعزيزت أكثر من ضرورية في وقت يدرك فيه خبراء اللعبة بالنادي أن الفريق لا يضمّ راهنا أسماء كثيرة ذات بال وأن الغربلة باتت أكثر من ملحّة.
وعلاوة على اللاعبين، فان الهيئة اقتنعت ولو بعد فوات الأوان أن دي مورايس ومهما نفخوا في سيرته الذاتية العليلة فانه ليس رجل المرحلة وهذا ما نبّهنا له في الجمهورية حتى قبل توقيعه الرسمي انذاك، ولعلّ أكثر ما أضر بالترجي هي 'الايتيكات' التي ألصقت به جرما وهي متانة علاقته بمورينهو، وهنا نفتح قوسا ونغلقه سريعا لنقول ان "السبيشال وان" المنهمك مع دروغبا وهازارد وبقيّة نجوم تشيلسي لا نظنّه سيعتني كل أسبوع بمردود بن منصور والحرباوي وجابر والدراجي والدربالي والبجاوي وبقية الأسماء، نقول هذا الكلام عن دي مورايس وزميله البرتغالي حتى لا تكون شمّاعة تلصق فيها ادارة الترجي نهجها الخاطئء منذ البداية في اختيار دي مورايس الفاشل في اليمن والمطرود من السعودية قبل العودة الى تونس...
انتهت الصفحة بعد خسارة الدربي ومهزلة المريخ وحصل الاقتناع بضرورة احداث كوتشينغ، واذا ما كنا -حاليا- متيقنين أن هناك مطاردة كبيرة تحصل لفوزي البنزرتي لتغيير وجهته من كازابلانكا الى حديقة المرحوم حسان بلخوجة، مع حديث متواتر في الكواليس عن أنطونيتي ومدرب برازيلي قد يكونا مخطّطا ثانيا وثالثا في حال فشل المفاوضات مع فوزي البنزرتي..رغم كل ذلك فان بعض المؤشرات تطرح أحيانا نقاط استفهام كبيرة عن طرق العمل في "المكشخة".
وفي هذا الصدد راج في الساعات القليلة الفارطة اسم الفرنسي جوزي أنيغو كمدرب مرتقب للترجي بعد اتفاق جمعه بمبعوثي الهيئة الى فرنسا، وللأمانة فان الخبر وحتى مجرّد ترويجه كبالونة اختبار لا يمكن تصنيفه الا ك"سمسرة عابرة للقارات"..والا فان من فكّر فيه جدّيا لتدريب الترجي لا يفقه شيئا في أصول اللعبة..
مجرّد ربط اسم أنيغو بالترجي يعد استهدافا لتاريخ شيخ الأندية وضربا لطموحاته، فجوزي الذي عرف في مرسيليا (ولا شيء خارجها) هو مدير رياضي بالأساس، وحتى في تجاربه الخاطفة والنادرة كمدرب وهو في سنّ الرابعة والخمسون وهي بمثابة منة أو هبة من ادارة فريق الجنوب الفرنسي التي تعتمده كعجلة خامسة في الفترات الانتقالية، فانه لم يوفّر شيئا سوى وجع الرأس لأنصار الفريق في معقلهم الفيلودروم..وحتى بعض النتائج الايجابية المحققة تحت اشرافه منذ احدى عشرة سنة فيرجع فيها الفضل للفيل الايفواري ديدي دروغبا حين كان في بداياته مع مرسيليا ومن خلفه فابيان بارتاز..
أنيغو وعلاوة على ذلك فقد زجّ به في السجن لفترة ايقاف بعد تورّطه في قضايا فساد تخص صفقات انتداب في أولمبيك مرسيليا..وحتى تزول الرائحة القذرة فان ادارة الفريق الفرنسي أبعدته من محيطها لترسله منذ فترة الى المغرب كملاحظ ومراقب للمواهب في القارة السمراء..كما أنه (أي جوزي أنيغو) بحث عن الابتعاد عن مرسيليا (ولو أنه مقتنع بعدم قدرته على الاشتغال فنيّا خارجها) بعد اغتيال ابنه في حرب تصفية حسابات بين مجموعات مخدرات..
أجل هذه هي السيرة الذاتية لجوزي أنيغو الذي يعدّ نكرة رياضيا في فرنسا ولن ترفع أسهمه سوى حادثة الايقاف في شبهة التلاعب بأرقام مالية للصفقات كتلك التي ضمت صابر خليفة في فترة انتقاله من ايفيان الى نادي الجنوب الفرنسي رغم محاولات الزج به في الترجي أو تدريب السينغال أو غينيا..ولهذا فان تقديمه كفارس مغوار لا يشقّ له غبار لا يتعدى محاولة السمسرة مع سبق الاضمار والترصد..ولو أن رائحة الطرف الذي تعامل معه في مرسيليا ضمن صفقة انتقال سابقة بدأت تفوح..فهل تراجع هيئة الترجي ثقتها الممنوحة لبعض الأطراف يمنة وشمالا وتشرع في غربلة جدية لنجوم الورق والمتمعشين حتى من وراء البحار وخارج الحدود حتى لا يتكرّر سيناريو دوسابر وخلّانه من الزمن الغابر؟

طارق العصادي